مع اقتراب موعد انطلاق مباريات "كأس العالم" ينتظر الجميع هذا الحدث بفارغ الصبر
خصوصا إسرائيل لأنها ترى أن الشعوب العربية والإسلامية والدولية سينشغلون عن غزة وعن حصارغزة بمتابعة المباريات والبعد عن قضية الحصار.
فهذا الاهتمام العربي بتلك الجرائم الاسرائيلية يمثل صداعا مستمرا في رأس الجيش الإسرائيلي المحتل .
كما أن الحصار والتهويد والاحتلال هي الجرائم التي تريد الدولة المارقة " اسرائيل " وبشتي الطرق صرف العالم عن تفاصيلها وضحاياها من النساء والأطفال والمرضي الفلسطينيين .
فاسرائيل تري نفسها قد انكشفت بربريتها منذ العدوان على قافلة "الحرية " كما أن تنامي إحساس العالم اجمع بأهالي غزة وأهمية نصرتهم وفك الحصار الاسرئيلي عنهم يؤرق القادة الاسرائيلين القتلة .
خاصة الموقف التركي المشرف،الذي اعلن عنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من تبنية القضية وعدم التفريط فيها برغم وقوع عدد من الشهداء والمصابين الأتراك .
إلا أن الشعب التركي الأبي لا يمانع في أن يقع منهم المزيد من الشهداء والمزيد من الجرحى وعزمه على تكرار محاولة كسر هذا الحصار مهما كلفهم الأمر.
اقترب كأس العالم ونحن كجمهور محب لكرة القدم اللعبة التي كانت قديما تجمع الشعوب وتقوى العلاقات فيما بينهم خصوصا الشعوب العربية أصبحت الآن تحدث الفتن بينهم وتوقع العداوة بين الإخوة ، فهذه الشعوب ترى في لعبة كرة القدم الأمل الوحيد في النصر .
لأنها ترى أنة من الصعب جدا تحقيق أي نصر خارجي سوى في بطولة أفريقيا، أما في كأس العالم فيكفى فقط الوصول المشرف ومغادرة الكأس في الدور الأول.
ومن المؤسف أيضا هذا الاهتمام الكبير بهذه اللعبة من وسائل الإعلام المختلفة حكومية وخاصة وترك ما هو أهم من القضايا العربية والإسلامية الساخنة بدون أي رد فعل يتناسب مع حجم المخاطر التي نتعرض لها.
لدرجة انني بدأت اشك أن هذا مخطط مرسوم يستهدف إشغالنا بالتافه من امور الكرة عما يجري علي الساحتين العربية والإسلامية من أحدث جسام تستهدف وجودنا نفسه من احتلال العراق وأفغانستان والحرب الأهلية في الصومال والاحتلال الاسرائيلي للمزيد من الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس.
إن إعطاء هذا الوقت الكبير طوال ايام العام وتسخير جميع القنوات والصحف والإذاعات في نقل مباريات الكرة يثير الشكوك فهل الهدف منها تخدير الراي العام العربي بـ " البانجو الكروي "حتي ننسى القضية الفلسطينية وتهويد وهدم الاقصي وحصار غزة ومحاولات تفتيت السودان واليمن والعراق والصومال ؟؟
هل هذا هو ما تريده وتهدف إليه الحكومات العربية التي عجزت عن نصرة غزة وفك الحصار عنها ووقف تهويد القدس ووقف نهب ثروات شعوبها وتشغيل العاطلين وتزويج العوانس واطعام الفقراء وهم بالملايين علي امتداد دول المنطقة ؟؟
هل الهدف هو إلهاء الشعوب العربية الغاضبة جراء الموقف المؤسف الذي تلعبه تلك الحكومات وهو الاكتفاء بمشاهدة الجرائم الإسرائيلية من خارج الملعب وإن أرادت الاقتراب أكثر من الموقف فستقوم بالاقتراب والمشاهدة من مدرجات الدرجة الثالثة.
وهل كاس العالم والانشغال به جماهيريا يستهدف بث المزيد من الطمأنينة لدي الحكومات العربية بان الجماهير ستكون منشغلة عدة اسابيع في متابعة مباريات كأس العالم والتعطش الشديد لمعرفة الفرق التي ستصل للمربع الذهبي والفرق التي تعود منه كما ذهبت.
إن علينا ان نهنيء حكوماتنا بانها سترتاح من مطالب شعوبها بالتحرك لنصرة غزة وغيرها من القضايا الملتهبة من بداية انطلاق الكأس في الحادي عشر من يونيو " حزيران" وحتى الحادي عشر من يوليو "تموز" من العام الجاري.
وستكون هذه الفترة رخاء نسبى للحكومات العربية من الصداع المستمر الذي تسببه لها حالة الغليان التي تمر بها الشعوب والتي تواصل اتهامها بأنها ضعيفة وعاجزة ولا تقوى على اخذ خطوة ايجابية تجاه غزة وانها اكتفت فقط بدور المشاهد وأحيانا بدور المتواطئ .
شهر كامل تدور فيه فعاليات وأحداث كأس العالم والجماهير المحبة والشغوفة لكرة القدم ستتابع وتشجع بشدة والكل يحجز مقعده على القهوة المفضلة لديه أو الكوفي شوب كل حسب امكانياتة لان البطولة مشفرة
"والكرسي بـ2 جنية فقط " وأحجز مقعدك من الآن.
شهر وسيمر كأس العالم مرور الكرام ولكن إياك أن تحزن أخي المشجع المتعطش لمزيد من المباريات فأطمئن فبعد انتهاء الكأس ستدبر لك حكوماتنانا المزيد من "المباريات" اقصد "البانجو ".
فسيأتي الدوري الإنجليزي والدوري الأسباني والدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا وكأس اوروبا وكأس الاتحاد الانجليزي و كأس العالم للقارات .........وإلخ
وأنت يا قدس ويا أيها المسجد الأقصى ويا غزة ويا فلسطين ندعو الله تعالي أن يهيئ لك من ينجو من "البانجو الكروي " لكي يقف إلي جانبك و يشجعك ويقف بجوارك وينصرك بإذن الله.
لأنه كما قال النبي صلى الله علية وسلم "الخير في أمتي إلى يوم القيامة"
ويبقى السؤال الأهم: لك أنت عزيزي القارئ من ستشجع خلال مباريات " كأس العالم" ؟؟؟
الكرة ام مقدساتنا التي تنتهك وأهلنا المحاصرين في غزة ؟؟
لمشاهدة اصل الموضوع على شبكة الإعلام العربية "محيط"
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=381862
