مدونة الفارس "ياسر عاشور" مدونة تهتم بالشأن العربى والعالمى والإسلامى ... اتمنى ان تنال الموضوعات إعجابكم ... الفارس "ياسر عاشور" لمشاهدة الموضوعات المصورة يرجى الضغط على لينك البــوم الصــور

Tuesday, February 19, 2008

وثيقة تنظيم البث والاستقبال الفضائى
وثيقة سياسية بغطاء أعلامى
ياسر عاشور
______

اتفاقية هزيلة، مميعة، سياسية بأمتياز، هكذا أطلق عليها الكثير من الخبراء والأعلاميين

فقد أجتمع وزراء الإعلام العرب فى القاهرة وبسرعة فائقة، ودون أن تناقش ودون الاستماع لآراء أصحاب الشأن دخلت حيز التنفيذ

فمع اننا فى عصر السماوات المفتوحة إلا اننا نسمع العجب العجاب وهوا مايسمى بوثيقة مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي والإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية

فأنت اليوم تشاهد بعض البرامج، في بعض الفضائيات الخاصة ترتفع سقف الحرية فيها الى مدى بعيد، ولكن كان من دور وزراء الاعلام العرب مهمة خفض هذا السقف حتى يلامس الأرض، فكان هذا الاجتماع، وكانت الوثيقة

وهذة الوثيقة كما يراها الكثيرون عودة الى الوراء ( زمن الدوله المهيمنة على الاعلام ) وإقرار مبدأ السيادة الوطنية والذي يعني، حق كل دولة فى ان تقر من القوانين ما يمكنها من اختيار الزمن المناسب التى تريد العودة الية

فبعض الدول العربية وإن لم يكن جميعها تريد وتحلم بعصر ماقبل الفضائيات لانهم يروا أن هذة الفضائيات قد تسببت لهم فى كثير من المشاكل التى ترى أنها فى غنى عنها ، وإن كان لابد فمرحبا بأى قناة تتحدى الملل ووداعا لاى قناة تنقل مأسى الشعوب العربية وكل من يفعل سوف يذهب وراء الشمس

وثيقة التمييع

جائت الوثيقة فى عدة بنود منها:الامتناع عن بث اشكال التحريض على العنف وهوا مايسمى بالارهاب وهذا يعتبر كلام جيد ولكن كان على الوزراء المجتمعين أن يطلعونا ما هوا الارهاب المقصود وما هوا تعريف المحتل
فمما لاشك فية ولا يختلف علية اثنان ، ان الكيان الاسرائيلي الصهيونى محتل للأراضي العربية، ومع هذا فقد تم رفض طلب قناة الأقصي المملوكة لحركه المقاومة حماس، من ان تبث علي القمر نايل سات، لانها تقف علي خط النار في مواجهة المحتل، فهل هذا خوفا من الاحتلال الاسرائيلى؟! أم انه إثبات للسيادة الوطنية ليست على اراضيها فحسب إنما على سمائها أيضا
ومن الغريب أيضا فهناك بند يمنع بث كل مايسىء للاديان السماوية والرموز الدينية، وأى مواد تحتوى على مشاهد وحوارات إباحية وجنسية
ولكن اليس التلفزيونات العربية الرسمية شاركت فضائيات الهشك بشك في الخروج علي القيم الدينية والأخلاقية، وكل من يطالب بالالتزام بهذة القيم يتهمونة بالتطرف

وتنص الوثيقة على احترام حرية التعبير، لكنها طالبت بممارستها من منطلق الوعي والمسئولية بما من شأنه حماية المصالح العليا للدول العربية
وتسمح لكل دولة عربية بوضع ما تراه من قوانين أكثر تفصيلا في مجال تنظيم عمل القنوات الفضائية المرخصة من سلطاتها
كما تطالب الوثيقة بالالتزام باحترام كرامة الدول وتجنب تناول قادتها أو الرموز الوطنية والدينية فيها بالتجريح
وتتيح للدولة العربية التي ترى أن قناة فضائية انتهكت الأحكام الواردة في الوثيقة أو في القانون المحلي سحب ترخيص القناة أو عدم تجديده أو إيقافه للمدة التي تراها مناسبة
وتشدد الوثيقة على ضرورة التزام الفضائيات بتطبيق المعايير والضوابط المتعلقة بالعمل الإعلامي بشأن المصنفات التي يتم بثها، واحترام حقوق الإنسان في جميع أشكال ومحتويات البرامج والخدمات المعروضة

تنفيذ إجبارى

وما يثير الاستغراب حقا أن وزير الإعلام المصرى أنس الفقى أعلن أن هذه الوثيقة إلزامية وليست استرشادية، ما يعنى أن على الجميع تنفيذ أوامرها بحذافيرها دون اعتراض، وكأنها فرمان عسكرى لا يقبل الرد أو التردد
وقد أعرب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن إدانته الشديدة للوثيقة التي اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب بعنوان مبادئ تنظيم البث والاستقبال الإذاعي والتلفزيوني الفضائي في المنطقة العربية
وأكد المركز في بيان أصدره الإثنين 18 من فبراير 2008 أن الوثيقة التي تتستر وراء لافتات أخلاقيات العمل الإعلامي تستهدف بالدرجة الأولى منح غطاء قومي وأخلاقي زائف لتقليص هامش الحرية الذي تمتعت به وسائط البث في عدد من البلدان العربية، تحت تأثير ثورة الاتصالات والمعلومات، أو نتيجة للضغوط الخارجية وأشكال الحراك المجتمعي من أجل الديمقراطية
ويرى البعض أن هذة الوثيقة تأتي في سياق السعي الحثيث من قبل الأنظمة العربية، للعودة للمربع الأول، بعد سنوات من الحراك السياسي، والحديث عن الاصلاح،والذى لم يكن من أختيارهم وانما كان استجابة للتعليمات الأمريكية في هذا الصدد

ونقل موقع "سويس إنفو" عن الدكتور زهران أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس والمتحدث الرسمي باسم الكتلة المستقلة في البرلمان المصري
قوله إن مبادرة مصر للدعوة لهذه الجلسة الاستثنائية ورعاية السعودية لهذا الاجتماع وتبنيهما معا لمشروع الوثيقة، دليل واضح على أنهما مشغولتان بالسعي لتأمين الأنظمة وتقنين التوريث، وأنهما تستشعران ضرورة ضبط إيقاع الإعلام، وتأميمه، مشيرًا إلى أنهما وغيرهما من الأنظمة العربية، قد أدركوا أن الفضائيات المستقلة أصبحت تمثل خطرا وتهديدًا لأنظمتهما
ويقول زهران: الناظر إلى الفضائيات العربية المستقلة، يجد أنها قد أصبحت أداة مهمة لتحريك الجماهير وإيقاظهم وتنويرهم وتوعيتهم وإنضاجهم، والدفع بهم إلى المشاركة الفعلية في العملية السياسية، ويضيف: إذن نحن أمام وسائل فعالة لتحريك الجماهير، والحكومات العربية تستشعر جيدًا أن هذا التحريك يأتي ضدها كأنظمة مستبدة
وفي سياق المقارنة بين القنوات الرسمية والمستقلة، يقول زهران: دراسات وبحوث واستطلاعات رأي عديدة أجريت خلال السنوات العشر الأخيرة، كلها أكدت نتيجة واحدة، وهي أن المواطن العربي قد انصرف عن مشاهدة القنوات الرسمية والحكومية؛ لأنها بمنتهى البساطة تحولت إلى مجرد نشرات تدافع عن الأنظمة، وليست منابر لحرية الرأي

No comments:

حقوق الطبع ليست محفوظة لأحد أعتمد فقط على حسن أخلاقكم فى ذكر المصدر إذا تم النقل من المدونة

عدد زوار الفـارس